ترشح المنتخب المصري الخميس الفارط على فيلة ساحل العاج بنتيجة كبيرة لم تعكس تكهنات العديد من اختصاصي الجلد المدور وأسقطت في الماء حسابات العديد من الذين أرعبتهم ترسانة الإفواريين في حين عكست روحا جماعية قل نظيرها و ثقة كبيرة في كل الإمكانيات القابلة للإستغلال بما في ذلك المعطى الديني. ومع إني أرى في المصريين خصما رياضيا لا أحب تشجيعه
لما تحيطه به وسائل الإعلام المصرية من إطراء مبالغ فيه ولما تقتضيه علاقات التنافس لرياضي من إزدراء يصل حد الكره فإنني وصلت إلى قناعة تكمن في الدور المحدد للنازع الإيماني في تقوية الروح الجماعية و الآداء الفردي للاعبين. مع كل هدف مسجل يسجد لاعبو مصر في تجانس وكأنهم يشحنون عزيمتهم حتى لا تلوي خوفا من أسماء سبقت أرجلا في وقعها. وتذوب شحنات الخوف أمام عزيمة جماعية بقدر وثوقها في إمكانياتها هي واثقة في عدالة السماء. فتشحن النفوس برغبة و طاقة كبيرتين تصغر أمامهما كل حسابات التكتيك و الفزيك... سيضل ربما مشهد المهاجم زاكي و هو يجوب الملعب راكضا بلا هوادة و ستضل إبتسامات أبو تريكة المتكررة مع كل كرة قضفتها أرجل من أهدى أحد أهدافه إلى غزة وأدعية عصام الحضري و ضحكات شحاتة مرادفة لما يعيشه جيل من روح إيمانية عميقة. ومع إن البعض سخر من هذه الوشائج الإمانية التي ضهرت لدى لاعبي منتخبنا التونسي ورد إخفاقهم إلى إيمانهم بخرافة فانني يستحضرني سجود لاعبي منتخبنا سنة 2004 و خالد عزيز يوجههم إلى القبلة في مشهد لم تعهده ملاعبنا ولعل من الضروي الاشارة هنا للدورالذي لعبه نبيل معلول في ارساء هذه الروح الجماعية الإيمانية داخل مجموعة هجينة جمعت أبناء لتونس الارض وآخرين من أبناء تونس المهجر...
لما تحيطه به وسائل الإعلام المصرية من إطراء مبالغ فيه ولما تقتضيه علاقات التنافس لرياضي من إزدراء يصل حد الكره فإنني وصلت إلى قناعة تكمن في الدور المحدد للنازع الإيماني في تقوية الروح الجماعية و الآداء الفردي للاعبين. مع كل هدف مسجل يسجد لاعبو مصر في تجانس وكأنهم يشحنون عزيمتهم حتى لا تلوي خوفا من أسماء سبقت أرجلا في وقعها. وتذوب شحنات الخوف أمام عزيمة جماعية بقدر وثوقها في إمكانياتها هي واثقة في عدالة السماء. فتشحن النفوس برغبة و طاقة كبيرتين تصغر أمامهما كل حسابات التكتيك و الفزيك... سيضل ربما مشهد المهاجم زاكي و هو يجوب الملعب راكضا بلا هوادة و ستضل إبتسامات أبو تريكة المتكررة مع كل كرة قضفتها أرجل من أهدى أحد أهدافه إلى غزة وأدعية عصام الحضري و ضحكات شحاتة مرادفة لما يعيشه جيل من روح إيمانية عميقة. ومع إن البعض سخر من هذه الوشائج الإمانية التي ضهرت لدى لاعبي منتخبنا التونسي ورد إخفاقهم إلى إيمانهم بخرافة فانني يستحضرني سجود لاعبي منتخبنا سنة 2004 و خالد عزيز يوجههم إلى القبلة في مشهد لم تعهده ملاعبنا ولعل من الضروي الاشارة هنا للدورالذي لعبه نبيل معلول في ارساء هذه الروح الجماعية الإيمانية داخل مجموعة هجينة جمعت أبناء لتونس الارض وآخرين من أبناء تونس المهجر...
5 commentaires:
تحليل جيد وليد...
فقط مساهمة في نقاش هذه النقطة يجب التفريق بين أمرين:
الفاعلية الواقعية للروح الإيمانية بمعزل عن محتواها في أي عمل بشري.. و هذه ميزة تتجازو التاريخ و الثقافات و الأديان... هي ميزة تهم بالمناسبة حتى دوافع بعض الاكتشافات العلمية... و رغم أن ذلك مفارقة من زاوية التحليل المنطقي الميكانيكي المجرد إلا أنها مفارقة واقعية تعكس تعقيد الواقع البشري... و في هذا الاتجاه من السذاجة أن نتصور الإبداع العلمي نتاجا لشخصية آلية لا تعتصرها عوامل مركبة إيمانية-عقائدية-روحية "خاطئة" علميا (و هنا من البلاهة حصر هذه التركيبة في المحتوى الديني.. إذ أن الاخير ليس إلا أحد تمظهراتها)...
و هناك من الجهة الأخرى محتوى تلك الفاعلية الروحية العقائدية... و هناك طبعا لا يجب أن نتفاجئ من طابعها غير المنجسم عقليا و ما إلى ذلك من الرؤى الماورائية التي لا يمكن حصرها عقليا... مرة أخرى هذا المستوى البشري فطري و طبيعي و يتجاوز المنظومة الدينية.. هو ببساطة حاجة بشرية... و في هذا الإطار تتقاطع المحتويات الدينية: عندما يرفع كل من كاكا و شوقي بن سعادة يديهما الى السماء فمن الطبيعي أن نفهم أن كل منهما يرفع صوته لشكر إلاهه.. لكن تسجيل الهدف لم يكن نتيجة لأدعية سبقته في صدر هذا اللاعب أو ذاك و إنما نتيجة معقدة لإتقان و مهارة كروية مع رغبة حامية و ثقة عقائدية في إسناد إلاهي.. لا يمكن فصل هذا الخليط المعقد لتحديد العامل الرئيسي وراء الهدف... طبعا هل "دحض" إعتقاد كاكا في أن ربه وراء الهدف سيجعله مجرد "مروج للخرافة".. طبعا لا... هو مبدع بكل خليطه الروحي و المهاريىبمعزل عما يمكن أن يكون عليه رأينا، نحن المتفرجون، في محتوى إعتقاده ذاك
شكرا وليد.. لأننا نحتاج أحيانا لبعض الكتابات الذكية في وقت يتكاثر فيه المتذاكون البهائميون المبتلون بهم هذه الأيام
مرحبا وليد
أعتقد أن طارق الكحلاوي قد ردّ عليك بذكاء و بحركة بهلوانيّة جيّدة بحيث حافظ هو على قدر أدنى من الموضوعيّة العلميّة و في نفس الوقت الذي بدى و كانّه متّفق معك في ما ذهبت إليه.
أنت هنا سيّدي تتكلّم عن العامل النفسي و الدين إحدى مكوّناته و ليس عن الروح الإيمانيّة عموما أو عن الإسلام خصوصا، اسمح لي أن أقحم الإسلام لسبب بسيط هو أنه كان موشوع تدوينة لي حول نفس الموضوع أرجوا أن تكون قد إطّلعت عليها.
المهم،
ما حدى بي للتعليق هنا أمر آخر أزعم أنّه أيضا أخطر من ظاهرة تأسلم المجتمع أو الردّة الحضاريّة أو لعلّه أحد مكوّناتها، و هو ما قلته عن دور الدين أفيون الشعوب الأكبر مع الكرة أفيونها الأصغر ممثلا في نبيل معلول للتجميع بين مختلف مكوّنات المجتمع المصغر أي المنتخب و الأكبر أي الشعب التونسي. هنا الخطر الأكبر لأن ما يجمعنا يجب أن يكون وطنا و مواطنة لا تفرق بيننا على أساس عرق او دين أو جنس أو مستوى إجتماعي أو غيره و ليس دينا لأنه في النهاية سيجعل المسلم الياباني أقرب لك من اليهودي الجربي
و أما دور الروح الإيمانية في انتصار المنتخب المصري فلنؤجل الحكم حتى الدور النهائي، مع العلم أني على عكس طارق مصري ايضا حتى النخاع ، و أعشق المنتخب المصري و أتمنى له الفوز و لكنى فقط هذه المرة أتمنى هزيمته شمناتة في ابو تريكة و من ورائه و لكن هذه مسألة أخرى
تحياتي
تعليقات ممتعة من الجانبين
إلى طارق: هل يجب عليك دائما استخدام هذه العبارات التحقيرية مثل البهائيمية ؟
شكرا طارق هذا ما عنيته بالضبط
اهلا عماد بداية يحلو لي ان اتشمت فيك و ان احيي ابا تريكة الذي شرع بامتياز لشماتتي ثانيا لم اتحدث في تدوينتي عن اسلام بل عن روح ايمانية وع ذلك فانك تعيد لوك نفس الخطاب عن الافيون و لاسلام وكان معلول امام مسجد او من من درسوا الشريعة بكراتشي ام حكاية اليهودي و المواطنة فهذه لم افهم حشرها مع اننا شاهدنا دوس سانتوس يسجد بدون ان يتفوم بالشهادتان
يسعدني ان انهي ببيت لسميح القا سم و هو يجيب درويش الذي دعاه الى الاقامة ببيروت حيث الرفاه اليك مني في بيروت تحياتي و اشواقي ولعنة بيتك الباقي...
احسنت طارق تحليلك ذكي.تحيه لابو تريكه ومبروك للمنتخب المصري شماته في عماد و امثاله٠
Enregistrer un commentaire