بمناسبة زيارة نيكولا ساركوزي إلى تونس أعيد نشر نص قديم عن خصائص الخطاب السياسي الفرنسي الذي صاغه الرئيس الحالي لفرنسا و الذي قاده الى تدن لنسب شعبيته بسبب عدم صدقيته الناجمة عن هجانته و حتى لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين.
على هامش فوز نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية قراءة في لخطاب ا لسياسي الفرنسي
المعاصرالخطاب الفائز نموذجا 1
بانتصاره على غريمته الاشتراكية سيغولان رويال في الانتخابات الرئاسية الفرنسية حقق مرشح اليمين نيكولا ساركوزي مراكمة جديدة للتجربة اليمينية الفرنسية فبعد تربع اليسار الاشراكي على الحكم لمدة اربعة عشر عام 1981-1995 جاء دور اليمين الديغولي ممثلا في جاك شيراك ليحكم بلاد ثورة 1789طيلة اثنى عشر سنة تاركا وراءه دفة الحكم لخصمه اللدود و حليفه القديم نيكولا ساركوزي ابن لمهاجر المجري صاحب 52 عاما و ذو القامة القزمية كما تنعته لصحافة الفرنسية الساخرة اعد جيدا حملته ا لانتخابية من خلال تحالفات مشبوهة مع اساطين الاعلام و المال[1] في فرنسا و خاصة عبر خطاب سياسي جديد عنونه صاحبه بكلمة القطيعة نروم من خلال هذه لورقة دراسة الكلمات المفاتيح التي كونت خطاب وزير لداخلية الاسبق سواء عبر خطاباته المقروؤة او حوارته الاعلامية ستكون دراستنا لهذه الكلمات قائمة على تحليل وجهة الخطاب لفهم القصدية من وراء اختيار هكذا كلمات سنبوب بعد ذلك تحليلنا بواسطة تمفصلات الخطاب لسسياسي باعتباره اجابة على جملة من الاشكلات المعقدة
سنعتمد في قرئئتنا هذه على جملة النقاط المطروحة في برنامج ن سركوزي على موقعه لانتخابي على الشبكة العنكوبتية
البعد السياسي :
شعارالحملة الانتخابية لن ساركوزي حمل يافطة التجميع ككلمة قصد من وراءها الرد على خصومه الذين نعتوه بالطائفي الذي يبحث عن تكريس الطائفية العرقية و الدينية التي تنخر جسد الجمهورية الخامسة. كلمة التجميع كانت مجسدة في مصطلح معا الذي تداول استعماله عند اليمين الفرنسي كلما تعلق الامر بمواجهة خصمه التقليدي اليسار الاشتراكي. غير ان عمدة منطقة نوييي الثرية زاد الى شعار التجميع شعار القطيعة الهادئة ليزيد خطابه نفاذية خاصة لدى الاواسط الباحثة دوما في سعي محموم عن تثوير لاوضاع البلاد المكبلة حسب اعتقادهم بموبقات المؤسسة النظامية. و لعل في نعت الهادئة تكمن الاحترازية السركوزية من شكل الصخب الذي سيصاحب قطيعته هذه. هي قطيعة مع ممارسة للسياسة بشكلها الشراكي ولكنها ليست بكمونة فرنسا اي انها بعيدة كل البعد عن الشكل الثوري لكل قطيعة . كلمة ثورة يمقتها رئيس فرنسا الجديد فهي مرادفة حسب اعتقاده للفوضى و العنف وربما لكل مصائب فرنسا . ساركوزي الطالب السابق لجامعة نانتير لشرارة الاولى لاحداث ماي 1968 الشهيرة شهر علنا بهذه الثورة المزعومة لدى اليساريين واعتبرها بلاء حل على فرنسا و سببا لابرز احزانها.
البعد الاقتصادي :
اختار ساركوزي شعارا بسيطا لبرنامجه الاقتصادي اعمل اكثر و اربح اكثر يتلازم الفعلان مع صيغة تفضيل تفيد معنى الكثرة بل لعله يفيد العلاقة السببية بين حجم العمل و حجم الربح و هذا الشعار مرادف لشعار سميث دعه يعمل دعه يمرو لان الجملتين بنيتا علىصيغة امر فان البحث عن الامر و عن المامور جدير بالبحث.
هكذا تبدو صورة الحل الاقتصادي بسيطة ان لم نقل شعبوية ولكنها مليئة بالوان الانظباط الطبقي الليبرالي الحريص على احترام مكانة الامر و رضوخ المامور.
البعد الاجتماعي:
اعادة الاعتبار لمفهوم العائلة التقليدية كمرجع لتصنيف السلطة و جعلها خاضعة لمفهومي الصرامة والجدية. يبحث ساركوزي على مخرج للأزمة ا لتي آلت إليها وضعية الشباب الفرنسي بسبب , حسب ساركوزي، مخلفات أحداث ماي 1968
اليسارية. كلمتا الإنضباط و الشدة في معاقبة المنحرفين ميزتا الخطاب الإجتماعي لرئيس فرنسا الجديد. فجانب من الشباب الفرنسي القاطن بالضواحي البارسية الفقيرة مستهدف من وراء هذا الخطاب التأديبي. فهو حسب مرشح الأغلبية من الرعاع[2] الواجب كنسه[3] كأي وسخ علق بشوارع باريس. ومن الطريف ونحن نستقرئ مكونات هذا الخطاب الإجتماعي أن يكون المفهوم الأول لكلمة الرعاع, إستنادا إلى المنجد الفرنسي كنز اللغة الفرنسية[4], دالا على معنى الفئة الإجتماعية الفقيرة المنبوذة. قبل أن يتحول معنى الكلمة إلى مفهوم الشتيمة الأخلاقية. و على نقيض هذا المعجم المحقر للفئات الفقيرة من المجتمع الفرنسي حرص ساركوزي على غرس مفهوم لغوي جديد مليء بالتناقض من خلال العنصرية الإجابية التي تهدف إلى تشغيل المعطلين عن العمل من أبناء الفرنسين من أصل إفريقي أو مغاربي لدى أرباب العمل.
يبدو الخطاب السياسي للمرشح الفائز في الإنتخابات الفرنسية مليء بالتناقضات الدلالية الكاشفة عن رغبة معلنة وربما مخفية لتلبية مختلف رغبات الناخب الفرنسي على إختلاف إنتمائه السياسي و العقائدي (يتبع)
[1] اكد فرنسوا بايرو الحائز علىلمرتبة الثالثة في الرئاسيات الفرنسية ان وسائل الاعلام الفرنسية تعرضت لظغوطات مباشرة من قبل ن ساركوزي لمنعه من مشاركة س روايال في مناظرة تلفزيونية مباشرة
[2] إخترنا هذه الترجمة لكلمة racaille
[3] karcher
[4] http://www.cnrtl.fr/lexicographie/racaille
بانتصاره على غريمته الاشتراكية سيغولان رويال في الانتخابات الرئاسية الفرنسية حقق مرشح اليمين نيكولا ساركوزي مراكمة جديدة للتجربة اليمينية الفرنسية فبعد تربع اليسار الاشراكي على الحكم لمدة اربعة عشر عام 1981-1995 جاء دور اليمين الديغولي ممثلا في جاك شيراك ليحكم بلاد ثورة 1789طيلة اثنى عشر سنة تاركا وراءه دفة الحكم لخصمه اللدود و حليفه القديم نيكولا ساركوزي ابن لمهاجر المجري صاحب 52 عاما و ذو القامة القزمية كما تنعته لصحافة الفرنسية الساخرة اعد جيدا حملته ا لانتخابية من خلال تحالفات مشبوهة مع اساطين الاعلام و المال[1] في فرنسا و خاصة عبر خطاب سياسي جديد عنونه صاحبه بكلمة القطيعة نروم من خلال هذه لورقة دراسة الكلمات المفاتيح التي كونت خطاب وزير لداخلية الاسبق سواء عبر خطاباته المقروؤة او حوارته الاعلامية ستكون دراستنا لهذه الكلمات قائمة على تحليل وجهة الخطاب لفهم القصدية من وراء اختيار هكذا كلمات سنبوب بعد ذلك تحليلنا بواسطة تمفصلات الخطاب لسسياسي باعتباره اجابة على جملة من الاشكلات المعقدة
سنعتمد في قرئئتنا هذه على جملة النقاط المطروحة في برنامج ن سركوزي على موقعه لانتخابي على الشبكة العنكوبتية
البعد السياسي :
شعارالحملة الانتخابية لن ساركوزي حمل يافطة التجميع ككلمة قصد من وراءها الرد على خصومه الذين نعتوه بالطائفي الذي يبحث عن تكريس الطائفية العرقية و الدينية التي تنخر جسد الجمهورية الخامسة. كلمة التجميع كانت مجسدة في مصطلح معا الذي تداول استعماله عند اليمين الفرنسي كلما تعلق الامر بمواجهة خصمه التقليدي اليسار الاشتراكي. غير ان عمدة منطقة نوييي الثرية زاد الى شعار التجميع شعار القطيعة الهادئة ليزيد خطابه نفاذية خاصة لدى الاواسط الباحثة دوما في سعي محموم عن تثوير لاوضاع البلاد المكبلة حسب اعتقادهم بموبقات المؤسسة النظامية. و لعل في نعت الهادئة تكمن الاحترازية السركوزية من شكل الصخب الذي سيصاحب قطيعته هذه. هي قطيعة مع ممارسة للسياسة بشكلها الشراكي ولكنها ليست بكمونة فرنسا اي انها بعيدة كل البعد عن الشكل الثوري لكل قطيعة . كلمة ثورة يمقتها رئيس فرنسا الجديد فهي مرادفة حسب اعتقاده للفوضى و العنف وربما لكل مصائب فرنسا . ساركوزي الطالب السابق لجامعة نانتير لشرارة الاولى لاحداث ماي 1968 الشهيرة شهر علنا بهذه الثورة المزعومة لدى اليساريين واعتبرها بلاء حل على فرنسا و سببا لابرز احزانها.
البعد الاقتصادي :
اختار ساركوزي شعارا بسيطا لبرنامجه الاقتصادي اعمل اكثر و اربح اكثر يتلازم الفعلان مع صيغة تفضيل تفيد معنى الكثرة بل لعله يفيد العلاقة السببية بين حجم العمل و حجم الربح و هذا الشعار مرادف لشعار سميث دعه يعمل دعه يمرو لان الجملتين بنيتا علىصيغة امر فان البحث عن الامر و عن المامور جدير بالبحث.
هكذا تبدو صورة الحل الاقتصادي بسيطة ان لم نقل شعبوية ولكنها مليئة بالوان الانظباط الطبقي الليبرالي الحريص على احترام مكانة الامر و رضوخ المامور.
البعد الاجتماعي:
اعادة الاعتبار لمفهوم العائلة التقليدية كمرجع لتصنيف السلطة و جعلها خاضعة لمفهومي الصرامة والجدية. يبحث ساركوزي على مخرج للأزمة ا لتي آلت إليها وضعية الشباب الفرنسي بسبب , حسب ساركوزي، مخلفات أحداث ماي 1968
اليسارية. كلمتا الإنضباط و الشدة في معاقبة المنحرفين ميزتا الخطاب الإجتماعي لرئيس فرنسا الجديد. فجانب من الشباب الفرنسي القاطن بالضواحي البارسية الفقيرة مستهدف من وراء هذا الخطاب التأديبي. فهو حسب مرشح الأغلبية من الرعاع[2] الواجب كنسه[3] كأي وسخ علق بشوارع باريس. ومن الطريف ونحن نستقرئ مكونات هذا الخطاب الإجتماعي أن يكون المفهوم الأول لكلمة الرعاع, إستنادا إلى المنجد الفرنسي كنز اللغة الفرنسية[4], دالا على معنى الفئة الإجتماعية الفقيرة المنبوذة. قبل أن يتحول معنى الكلمة إلى مفهوم الشتيمة الأخلاقية. و على نقيض هذا المعجم المحقر للفئات الفقيرة من المجتمع الفرنسي حرص ساركوزي على غرس مفهوم لغوي جديد مليء بالتناقض من خلال العنصرية الإجابية التي تهدف إلى تشغيل المعطلين عن العمل من أبناء الفرنسين من أصل إفريقي أو مغاربي لدى أرباب العمل.
يبدو الخطاب السياسي للمرشح الفائز في الإنتخابات الفرنسية مليء بالتناقضات الدلالية الكاشفة عن رغبة معلنة وربما مخفية لتلبية مختلف رغبات الناخب الفرنسي على إختلاف إنتمائه السياسي و العقائدي (يتبع)
[1] اكد فرنسوا بايرو الحائز علىلمرتبة الثالثة في الرئاسيات الفرنسية ان وسائل الاعلام الفرنسية تعرضت لظغوطات مباشرة من قبل ن ساركوزي لمنعه من مشاركة س روايال في مناظرة تلفزيونية مباشرة
[2] إخترنا هذه الترجمة لكلمة racaille
[3] karcher
[4] http://www.cnrtl.fr/lexicographie/racaille
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire